يتجه البرلمان الإيطالي الموسع لإعادة انتخاب رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا لولاية ثانية في ظل إقبال (كبار الناخبين) المتزايد على الاقتراعات الأخيرة أمام عجز قادة الأحزاب عن التوافق على مرشح مشترك.
وفي أولى جلستي اليوم السبت وسابع جولات انتخاب رئيس للجمهورية بحضور 976 من أعضاء مجلس (كبار الناخبين) المكون من 1008 ناخبين لم يشارك 380 منهم في التصويت مع امتناع الأحزاب الرئيسية عن تقديم أي مرشح باستثناء حزب (أخوان إيطاليا) الصغير الذي رشح قاضيا محسوبا على اليمين.
وأسفرت نتيجة فرز الأصوات عن حصول رئيس الجمهورية المنتهية ولايته ماتاريلا على 336 صوتا من أصل 596 بطاقة وحصول القاضي اليميني كارلو نورديو على 64 صوتا في حين كانت هناك 60 بطاقة بيضاء و4 بطاقات لاغية بينما توزعت بقية الأصوات على 16 اسما مختلفا.
وأعلن رئيس مجلس النواب ورئيس الجلسة روبيرتو فيكو نتيجة التصويت بعدم حصول أي اسم على نصاب 505 أصوات اللازمة لحسم النتيجة داعيا إلى استئناف عمليات الاقتراع في جلسة ثامنة تنعقد في بعد عصر اليوم بالتوقيت المحلي.
وعلى ضوء هذه النتيجة وإقبال أعداد متزايدة من (كبار الناخبين) على التصويت لصالح ماتاريلا بشكل مستقل عن توجيهات الأحزاب التي ينتمون إليها أقر رؤساء الأحزاب الرئيسية التي تشارك في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ماريو دراغي في تصريحات متتالية برغبة القاعدة البرلمانية للخروج من الجمود السياسي.
وفيما أفصح رئيس (حركة الخمس نجوم) جوزيبى كونتى عن اتفاق الأحزاب على إعادة انتخاب ماتاريلا مساء اليوم باعتباره حلا يضمن “استقرار واستمرار عمل الحكومة” رحب الأمين العام للحزب الديمقراطي انريكو ليتا بالاستقرار على إعادة انتخاب ماتاريلا الذي أجمع عليه نواب الحزب في اجتماعهم اليوم.
ووفق وسائل الإعلام الإيطالية سيتوجه رؤساء الكتل النيابية لأحزاب الأغلبية الحكومية في مجلسي النواب والشيوخ إلى القصر الجمهوري قبيل الاقتراع للقاء الرئيس ماتاريلا ومطالبته القبول بولاية ثانية نزولا على رغبة البرلمان.
وكان الرئيس ماتاريلا الذي قاد ميلاد حكومة الوحدة الوطنية الحالية والضامن لبقائها قد أعرب في عدد من المناسبات خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة عن عدم رغبته في ولاية ثانية تكسر التقاليد الدستورية الجمهورية.
وشهد عام 2013 حالة مماثلة من الجمود إذ أعاد البرلمان الموسع بعد ست جولات غير مثمرة وفي سابقة أولى في تاريخ الجمهورية الايطالية انتخاب الرئيس المنتهية ولايته جورجو نابوليتانو الذي استقال بعد عامين من ولايته الثانية مفسحا المجال لانتخاب الرئيس الحالي سيرجو ماتاريلا لولاية تنتهي في الثاني من فبراير المقبل.
