أخبار الكويت
(يوم المتوسط): الاحتفال السنوي الأول اعترافا بالموروث الثقافي والحضاري والتاريخي للمنطقة
يشهد اليوم الاحد أول احتفال سنوي ب(يوم المتوسط) اعترافا بالموروث الثقافي والحضاري والإرث التاريخي الذي تزخر به المنطقة المتوسطية بمبادرة من (الاتحاد من أجل المتوسط).
ويهدف (يوم المتوسط) الذي يأتي تكريما ل(عملية برشلونة) التي أطلقت في اليوم نفسه من عام 1995 والتي أرست الأسس لإنشاء (الاتحاد من أجل المتوسط) إلى بناء هوية متوسطية مشتركة وتعزيز الروابط والحوار وكذلك تسليط الضوء على الإنجازات في المنطقة فضلا عن عرض القضايا ذات الاهتمام المشترك وحشد الإرادة السياسية والموارد لمجابهة التحديات المشتركة.
كذلك يتطلع (الاتحاد من أجل المتوسط) إلى جعله يوما لتنظيم فعاليات ثقافية في جميع أنحاء المنطقة من شأنها تعزيز التبادل والحوار بين الثقافات واحتضان التنوع في المنطقة.
وجاء اعلان (يوم المتوسط) حفلا سنويا في 27 نوفمبر من العام الماضي في ختام أعمال المنتدى الإقليمي الخامس ل(الاتحاد من أجل المتوسط) الذي عقد في مدينة (برشلونة) الإسبانية بمناسبة الذكرى السنوية ال25 لما يسمى (عملية برشلونة) التي كانت نواة الاتحاد وذلك باتفاق جميع الدول الأعضاء.
ونقل بيان للاتحاد عن الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل قوله في هذه المناسبة ان “البحر الأبيض المتوسط هو البيت الذي نعيش فيه ويوفر لنا سبل العيش وفيه نرى تاريخنا ومستقبلنا” مشيرا إلى ان المنطقة تواجه تحديات جسيمة لكنها تمتلك أيضا إمكانات كبيرة.
ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفال بالذكرى السنوية لعملية برشلونة التي مهدت لإطلاق الشراكة الأورومتوسطية وكذلك إبراز الإنجازات والمبادرات الإقليمية التي قامت بها الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية ووكالات التنمية والمؤسسات الأهلية وكذلك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وفي إطار الاحتفال سيعقد في اليوم التالي المنتدى الإقليمي السادس للاتحاد من أجل المتوسط في مدينة (برشلونة) بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في (الاتحاد من أجل المتوسط) البالغ عددها 42 دولة تحت الرئاسة المشتركة للاتحاد التي يتولاها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل ووزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفد.
وبمناسبة المنتدى الإقليمي ستقوم الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط بتنظيم حدث جانبي لتسليط الضوء على الإرشادات الرئيسية الواردة في النسخة الأولى من تقرير الاتحاد من أجل المتوسط حول التكامل الإقليمي وتحديد طريقة عمل الأنشطة المستقبلية للاتحاد والدول الأعضاء فيه بغية تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي في السنوات المقبلة.
وفي 28 نوفمبر من عام 1995 عقد المؤتمر الأورومتوسطي الأول في (برشلونة) بمشاركة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي و12 دولة من جنوب وشرق المتوسط ليتم التوقيع على اتفاقية إطلاق الشراكة الأورومتوسطية ووضع إطار جديد للحوار من شأنه تحويل منطقة المتوسط لفضاء من السلام والاستقرار والأمن والازدهار المشترك.
وحدد إعلان برشلونة الأهداف الرئيسية للشراكة في ثلاثة محاور رئيسية الأول سياسي وأمني والثاني اقتصادي ومالي والثالث اجتماعي وثقافي وإنساني.
وأسس (الاتحاد من أجل المتوسط) في مطلع شهر يوليو من 2008 انطلاقا من الرغبة المستمرة في تحقيق التكامل والتماسك الإقليميين ليكون امتدادا ل(عملية برشلونة) ويضم اليوم في عضويته 42 دولة من أوروبا وجنوب المتوسط للعمل معا تحت رئاسة مشتركة بين الشمال والجنوب يتولاها حاليا الاتحاد الأوروبي والأردن.
ويسعى الاتحاد إلى تعزيز التعاون الإقليمي والحوار وتنفيذ مشاريع ومبادرات ملموسة ذات تأثير واضح على حياة المواطنين علما انه نفذ أكثر من 50 مشروعا منذ عام 2011.
وتعد منطقة المتوسط الوجهة السياحية الأولى في العالم كما يحتوي البحر الأبيض المتوسط على 18 في المئة من النباتات البحرية في العالم ويعد أحد أكثر طرق الشحن كثافة في العالم حيث يشهد كل عام عبور حوالي ثلث إجمالي الشحن التجاري في العالم.
ويمتد حوض البحر الأبيض المتوسط على أكثر من مليوني كيلومتر مربع وهو ثاني أكبر نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي في العالم فيما يبلغ طول ساحله 46 ألف كيلومتر في حين تشير التقديرات إلى ان ما يصل إلى ملياري طائر يهاجرون إلى منطقة المتوسط أو عبرها كل عام.
ويعيش أكثر من 480 مليون شخص في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ثلاث قارات وهي منطقة تمتلك ثروة من التنوع البشري والطبيعي لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم.