الحملة العالمية لتنظيف الشواطئ والبحار.. جهود تطوعية لحماية السواحل وتنميتها بشكل مستدام
في مبادرة عالمية بيئية طموحة تحتفل دول العالم غدا السبت بسلامة السواحل ونظافتها عبر حشد جهود تطوعية تسعى لتنظيم حملات وأنشطة مختلفة لتنظيف المناطق الشاطئية والبحرية التي تشهد ضغطا بيئيا هائلا من الإنسان وممارساته السلبية.
وتهدف هذه الحملات إلى رفع الوعي البيئي بأهمية المناطق الساحلية وضرورة المحافظة عليها وتسليط الضوء على المشاكل والتهديدات التي تتعرض لها البيئة بما يسهم في المحافظة على توازنها البيئي وضمان التنوع الأحيائي فيها وتنميتها بشكل مستدام.
وبهذه المناسبة قال مسؤول العلاقات الخارجية في فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة التطوعية البيئية الدكتور ضاري الحويل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن الفريق شارك في الحملة العالمية لتنظيف الشواطئ من خلال تنظيف ساحل (الفحيحيل) الجنوبي بالتعاون مع بلدية الكويت ومتطوعين.
وأضاف الحويل أن الفريق اختار ساحل (الفحيحيل) الجنوبي كموقع تنظيف في هذه المناسبة نظرا لتجمع الكثير من المخلفات البلاستيكية المحمولة بفعل الرياح الشمالية التي هبت على الكويت قبل أيام مبينا أن الفريق تمكن من رفع أطنان من المخلفات البلاستيكية.
وأكد خطورة المخلفات البلاستيكية وتأثيرها سلبا على البيئة البحرية والساحلية وكائناتها إذ تقضي على آلاف الكائنات البحرية والطيور وتهدد حياتها ما دعا الدول المتقدمة لسن قوانين رادعة للمخالفين معربا عن أمله بتشديد العقوبات أكثر على المخالفين لضمان سلامة البيئة والسواحل.
وأفاد بأن عمل الفريق لا يقتصر على تنظيف السواحل فقط بل يمتد الى انتشال السفن والقوارب الغارقة ورفع شباك الصيد المهملة وتنظيف مواقع الشعاب المرجانية إضافة لعمليات انقاذ الكائنات البحرية المحتجزة.
وأوضح أن الفريق مستمر في حماية وتأهيل البيئة البحرية والساحلية طوال العام وتشاركه العديد من الجهات الحكومية والأهلية وله شراكات دولية مميزة أبرزها التعاون البيئي مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وذلك لتنفيذ شعار (بحار نظيفة) وهي مبادرة رائدة تتوافق مع أهداف واستراتيجية العمل لفريق الغوص.
وتوجه الحويل بالشكر إلى جميع الفرق التطوعية التي تشارك بحماية وتنظيف السواحل الكويتية مثمنا التعاون الكبير بين فريق الغوص الكويتي ومنظمات عالمية أخرى تعمل بنفس اهداف الفريق أبرزها منظمة حماية الشواطئ العالمية ومقرها الولايات المتحدة الامريكية حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الجانبين قبل خمس سنوات.
وذكر أن منظمة حماية الشواطئ العالمية غير ربحية ومقرها العاصمة الأمريكية (واشنطن دي سي) تعنى بحماية البيئة البحرية وتوعية النشء بأهمية المحافظة عليها مشيرا إلى أنها تأسست عام 1972 بهدف حماية المحيطات من أجل بيئة صحية مزدهرة بمشاركة المجتمع وتحفيز أفراد المجتمع لإيجاد حلول من أجل الحفاظ على المحيطات والمياه للأجيال القادمة ونشر التوعية البيئية المطلوبة لذلك.
من جانبه قال رئيس لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور مناف بهبهاني ل(كونا) إن السواحل تعتبر من أهم البيئات الطبيعية حول المحيطات والبحار والخلجان لما تتميز به من تنوع بيولوجي وتنوع البيئات من رملية وطينية وصخرية كما تعتبر من الأماكن المهمة للترفيه والسباحة والصيد وممارسة أنواع الرياضة البحرية.
وأضاف بهبهاني أن بناء المدن والمنشآت البحرية كالموانئ بأنواعها والمصانع ومصافي البترول ومحطات تقطير المياه وتوليد الكهرباء أسباب تعرض السواحل لتهديدات كثيرة منها تغيير طبيعتها بالحفر والدفان وبناء الجسور والمنتجعات السياحية والمجمعات التجارية والسكنية فضلا عن سكب مياه المجاري والتلوث الكيميائي ورمي المخلفات البيولوجية وغير البيولوجية كالبلاستيك والمواد الفلزية.
وأوضح أن دولة الكويت تحظى رغم صغر مساحتها بوجود ساحل بحري يمتد من الشمال إلى الجنوب طوله حوالي 325 كيلو مترا مبينا أن الجزر التسعة لها شريط ساحلي بطول 175 كيلو مترا وتعتبر ثروة طبيعية لا تقدر بثمن.
وأشار الى أن السواحل الكويتية سواحل طينية في الشمال وتشمل سواحل جون الكويت وخور (الصبية) وسواحل جزيرتي (وربة وبوبيان) أما السواحل الجنوبية الممتدة من رأس الأرض إلى حدود الكويت مع السعودية فتمتاز بالبيئات الرملية والصخرية وأهم من ذلك وجود الخيران كالخور المفتح والخور الأعمى.
وأكد أن الكويت تولي أهمية كبرى في حماية السواحل ومواردها الحيوية وغير الحيوية كما جاء في نص المادة (100) من القانون البيئي إذ تتضمن هذه المادة عقوبات شديدة مالية وعقوبة بالسجن لمن يسبب في تمدير البيئات الساحلية خصوصا صيد الكائنات البحرية في منطقة المد والجزر.
وذكر أنه منذ تأسيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة قبل أكثر من 47 عاما عملت على حماية السواحل الكويتية بالتوعية البيئية وبتنظيم الندوات والمؤتمرات وشن حملات تنظيف بالتعاون مع بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة ووزارة الداخلية والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وبعض السفارات والجاليات والشركات إذ يتم إزالة أطنان من المخلفات والملوثات ونشر التوعية البيئية.
من جهتها قالت مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للبيئة شيخة الإبراهيم ل(كونا) إن اليوم العالمي لتنظيف الشواطئ مبادرة عالمية تم تحديدها من الأمم المتحدة تحتفل بها دول العالم في العديد من الانشطة لتنظيف المناطق الساحلية والبحرية.
وأشارت الابراهيم إلى هذه المبادرة العالمية تهدف إلى زيادة الوعي البيئي بأهمية المناطق الساحلية مع تسليط الضوء على تهديد النفايات خصوصا البلاستيكية على النظم البيئية البحرية والحياة الفطرية.
وأضافت أن الهيئة اختارت شواطئ جزيرة (كبر) كموقع تنظيف في هذه المناسبة كونها من اجمل الجزر الكويتية وتنوع الحياة الفطرية فيها وكثرة الشعاب المرجانية فيها مشيرة الى مشاركة الهيئة لحملة (انضم إلينا) التي تنظمها الامم المتحدة مكتب الكويت غدا السبت في شاطىء (الشميمة) بمناسبة يوم التنظيف العالمي.
وأوضحت أن فرق الهيئة تقوم بحملات تفتيشية بصفة دورية على مختلف سواحل البلاد لحمايتها وضبط المخالفين مبينة أن المادة (33) من القانون البيئي تعنى بعدم رمي المخلفات إلا في الأماكن المخصصة وعقوبتها غرامة مالية تصل الى 50 دينارا كويتيا (نحو 165 دولارا أمريكيا) لكل مخالف.
وأكدت استمرار الهيئة بمراقبة وحماية وتأهيل البيئة البحرية والساحلية عبر فرقها والتعاون مع الجهات الاهلية والتطوعية التي تسعى لحماية البيئة البحرية فضلا عن شراكتها مع برنامج الامم المتحدة للبيئة بما يتوافق واستراتجية ورؤية الهيئة.
بدوره قال المتطوع في حملة (يوم التنظيف العالمي) سليمان أبوعبده ل(كونا) إن (يوم التنظيف العالمي) حملة سنوية تقام في ثالث أسبوع من شهر سبتمبر بجميع أنحاء العالم وتهدف إلى محاربة وحل مشكلة النفايات العالمية تترأسها منظمة (lets do it world) ومقرها الرئيسي في مدينة تالين في جمهورية إستونيا.
وأضاف أبوعبده أن الحملة بدأت في عام 2018 وشارك فيها 157 دولة وانضمت لها الكويت في عام 2020 حيث شارك فيها ما يقارب 3 آلاف متطوع ومتطوعة من مختلف الاعمار وكان موقعها في منطقة (الخويسات) تحت مظلة مبادرة (النوير) الايجابية لافتا إلى أن الحملة أصبحت الآن مستقلة ولا تتبع أي جهه أو فريق تطوعي.
وذكر أن عدد الفرق المشاركة في هذه الحملة حتى الآن يزيد على 33 فريقا تطوعيا بمجموع متطوعين يقارب 1600 متطوع مبينا أن هذه السنة سيقوم مجموعة من المتطوعين بعد غد السبت بتنظيم الحملة وتوزيع الفرق على 14 موقعا مختلفا في البلاد ليسهل الوصول إلى الحملة والمساهمة بها.
وأشار إلى أن المواقع المحصورة هي شواطىء (الشويخ والوطية وعشيرج والشميمة) والمنطقة الحرة بجانب جسر جابر الأحمد و(أبوحليفة) ومنطقة الشعب كاملة وحديقتي (السالمية وخيطان) وحولي وأبراج الكويت وغيرها مؤكدا ضرورة نشر الوعي والمحافظة على نظافة البيئة والسواحل باعتبارها مسؤولية مجتمعية مشتركة.