اقتصاد
عقاريان كويتيان يتوقعان انتعاش حركة السوق العقاري بالربع الأخير من 2021 لاسيما (الاستثماري)
توقع عقاريان كويتيان أن يشهد السوق العقاري انتعاشا ملحوظا في الربع الأخير من عام 2021 لاسيما القطاع الاستثماري بسبب عودة الحركة إلى طبيعتها أثر التداعيات التي أفرزتها جائحة كورونا وألقت بظلالها المتباينة على الدورة الاقتصادية في البلاد.
وقال العقاريان في لقاءين منفصلين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن ثمة بوادر تنبئ باستعادة السوق حركته المعتادة يتصدرها تنامي الطلب على القطاعين التجاري والاستثماري بعدما شهدا ركودا مؤقتا في العامين الماضي والحالي.
وقال نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار عماد حيدر، إن السوق يمر حاليا بعوامل إيجابية نظرا إلى مستوى الطلب الذي شهد ارتفاعات غير مسبوقة بالربع الثاني من هذا العام مما انعكس إيجابا على قيم التداولات العقارية التي تخطت حاجز المليار دينار كويتي (نحو ثلاثة مليارات دولار أمريكي).
وأضاف حيدر أنه على الرغم من هذه الارتفاعات التي شهدتها قيم التداولات خلال الفترة فإن العديد من العقارات الاستثمارية والتجارية شهدت تراجعات لأسباب فنية متنوعة تعلقت بالسوق بينما مازال الطلب على السكن الخاص مرتفعا بمعظم المناطق وبوتيرة متسارعة ليصل إلى 3ر3 في المئة على أساس ربع سنوي.
وأكد أن الطلبات على منطقة صباح الأحمد البحرية والشريط الساحلي تشهد رواجا واضحا بل أضحت هذه الفئة من الأراضي والشاليهات من الأماكن المرغوبة من الجميع وسط عدم قدرة البعض على السفر والرغبة في اقتناص فرص الاستثمار بالمجال الترفيهي وبسبب العائد المجدي بهذا المجال.
وأوضح أنه على الرغم من الارتفاع المتواصل للقطاع السكني فإن التراجعات كان من نصيب العقارات الاستثمارية والتجارية ومرد ذلك إلى الإغلاقات الأخيرة وتحديد فترات مزاولة النشاط وهذه الانخفاضات بسبب اتساع رقعة الإخلاءات مصحوبة بانخفاض عوائد الإيجارات وتراجع الطلب.
وعزا ارتفاع السكن الخاص إلى زيادة الطلب وقلة المعروض ووجود الوفرة في السيولة وعدم تحرير المزيد من الأراضي في وقت ظل القطاع السكني على حاله مما شجع المضاربين على التحول إلى القطاع السكني بدل الاستثماري للاستفادة السريعة من المردود.
وتوقع حيدر أن يشهد السوق خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي حركة أقل تسارعا لناحية زيادة الأسعار وتباطؤا أقل في الانخفاض بسبب استئناف النشاط الاقتصادي وعودة الوافدين وفتح المجال الجوي والتحسينات الصحية.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة المقاصة العقارية صلاح الهويدي، إن المتابع لحركة السوق يلاحظ أن أداء قطاع السكن الخاص شهد ارتفاعات خاصة بمناطق شاليهات صباح الأحمد البحرية التي مازالت في المرتبة الأولى كما تعتبر الأنشط لمميزاتها الساحلية ولما تتمتع به من مقومات ترفيهية.
وأضاف الهويدي أن هذه المناطق الساحلية تعتبر الملاذ الأفضل للناس خصوصا وسط الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا من إجراءات واشتراطات وقائية على الجميع مما قلص وجود أماكن لقضاء الأوقات لذا كان الاتجاه إلى منطقة صباح الأحمد البحرية.
وتوقع استمرار الطلب على جميع مناطق السكن الخاص خلال الفترات المقبلة مستندا على أن ما نسبته 65 في المئة من الشعب الكويتي هم من شريحة الشباب وهذه الفئة العمرية بحاجة دائمة للسكن الخاص ما يعزز من نظرية زيادة الطلب.
وعن أداء باقي القطاعات العقارية الأخرى أفاد بأن العقار الاستثماري يحتاج فترة طويلة للانتعاش لأنه شهد خلال الربعين الأول والثاني من العام الحالي حالة نزول في معظم المناطق بسبب انخفاض قيم الإيجارات في حين كان أداء للعقار التجاري في حالة سبات.
وكان تقرير عقاري صادر عن بيت التمويل الكويتي (بيتك) أخيرا أشار إلى أن قيمة التداولات العقارية بلغت نحو 1ر1 مليار دينار (نحو 6ر3 مليار دولار) بالربع الثاني من 2021 مقابل 929 مليونا في الربع الأول (نحو 7ر2 مليار دولار) لنفس العام بارتفاع بلغ 15 في المئة في حين ارتفعت هذه القيمة 9 أضعاف عن الربع الثاني من عام 2020.