مجلس الأمة

سمو رئيس مجلس الوزراء: الحوار الوطني أثمر التوافق بمد يد التعاون بين السلطتين تحقيقا للمصلحة العليا للبلاد

قال سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء إن الحوار الوطني الذي وجه سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ممثلي السلطتين التشريعية والتنفيذية إليه أثمر عن التوافق بمد يد التعاون بين السلطتين تحقيقا للمصلحة العليا للبلاد.

وأضاف سمو الشيخ صباح الخالد في كلمة ألقاها نيابة عن سمو أمير البلاد في جلسة افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي ال16 لمجلس الأمة أن ذلك يأتي بالعمل على تحقيق الاستقرار السياسي الدائم وقواعد تعاون بناء بين كافة الأطراف في مجلس الأمة وخارجه تفتح صفحة بيضاء لكويت جديدة.

وأكد أن أعباء المسؤولية الجسيمة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد تقع على عاتق المجلس والحكومة معا بما يستوجب تسخير جميع الطاقات والإمكانات وتغليب المصالح العليا وتتضافر كل الجهود لمواكبة التطورات المتسارعة في العالم ومواجهة التحديات والمتغيرات بإقرار منهج إصلاحي شامل ينهي حالة الركود والجمود ويشيع أجواء الأمل والتفاؤل.

وفيما يلي نص الكلمة:

“بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق سبحانه وتعالى:

(…. وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)

الأخ رئيس مجلس الأمة الموقر

الأخوة أعضاء مجلس الأمة المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم بتحية من عند الله طيبة مباركة ويسعدني ونحن نلتقي اليوم لافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس عشر لمجلسكم الموقر أن أتقدم لكم ولأهل الكويت الكرام بأطيب التحيات وأصدق التمنيات داعيا المولى القدير أن يكون عون لنا جميعا في حمل الأمانة وأداء المسؤولية وخدمة الوطن والمواطنين في إطار من التآزر الواعي والنوايا الصادقة في تقديم المصلحة الوطنية تكريسا للتعاون الجاد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وترسيخا لقواعد العمل المشترك البناء في التصدي مختلف التحديات وتذليل الصعوبات لتحقيق الإنجازات المأمولة.

الأخ الرئيس … الأخوة الأعضاء المحترمين

تعلمون جميعا أنه بناء على التوجيه السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه انطلق الحوار بين ممثلي السلطتين التشريعية والتنفيذية لمناقشة سبل تحقيق المزيد من الاستقرار السياسي وتهيئة الأجواء لتعزيز التعاون بين السلطتين وفقا للثوابت الدستورية ولقد ثمن الجميع هذا التوجيه السامي مع التطلع لإنهاء حدة الاحتقان والتوتر السياسي الذي ساد دور الانعقاد الماضي.

وبفضل من الله فقد أثمر هذا الحوار على التوافق بمد يد التعاون بين السلطتين تحقيقا للمصلحة العليا للبلاد وقد أكد على ذلك الغالبية من أعضاء مجلسكم الموقر من خلال الالتماس المرفوع إلى حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه لتفضل سموه بالعفو عن بعض أبناء الكويت المحكوم عليهم في قضايا تحكمها ظروف حدوثها وتوقيتها وذلك بالعمل على تحقيق الاستقرار السياسي الدائم وقواعد تعاون بناء بين كافة الأطراف في مجلس الأمة وخارجه تفتح صفحة بيضاء لكويت جديدة.

وإعمالا لما جبل عليه الشعب الكويتي الوفي من العادات الكريمة من تسامح ومحبة وتسامي وحرصا من حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه على المحافظة على الوحدة الوطنية وحل الملفات التي تشكل عائقا فقد قرر سموه حفظه الله ورعاه استخدام صلاحياته الدستورية المقررة بالمادة (75) من الدستور.

ومن هذا المقام فباسمي وإخواني الوزراء وباسمكم جميعا أرفع لسموه وافر تقدير أهل الكويت وخالص الدعوات لسموه بالصحة والعافية على الاستجابة السامية استمرارا من سموه في تكريس العادات الكويتية الأصيلة مع التعهد لسموه بأن توطيد التلاحم والتعاون بين المجلس والحكومة سيظل رائد الجميع لبذل مزيد من الجهد والعمل ليكون دور الانعقاد هذا حافلا بالإنجازات التي تنسجم مع آمال وتطلعات أهل الكويت في مجتمع يعم الخير والرخاء أرجاءه والأمن والاستقرار ربوعه.

الأخوة رئيس وأعضاء مجلس الأمة الموقر

لا شك أن اهتمامات الحكومة كثيرة وقد تضمنها برنامج عملها الذي تناول أهم محاور مواجهة مختلف القضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمواطنين كما أنه قدم خلال جلسات الحوار بين ممثلي السلطتين الذي انطلق بناء على التوجيه السامي عدد من المقترحات النيابية المتعلقة بهذا البرنامج لا شك أنها جديرة بالاهتمام والدراسة مع الترحيب بأي مقترحات جديدة تسهم في الإسراع تحقيق الرخاء والازدهار.

وسوف أعرض لمجلسكم الموقر أهم الشؤون العامة التي جرت خلال العام المنقضي مع التأكيد على أن الحكومة لن تألوا جهدا في سبيل تنفيذ تطلعات وطموحات المواطنين في الغد المشرق.

الأخ الرئيس
الأخوة الأعضاء

لقد عاصرنا جميعا ما مر به العالم أجمع والكويت جزء ليست بمعزل عنه من إجراءات وقائية احترازية لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتخفيف آثاره على جميع نواحي الحياة .. ولقد تم بفضل الله وتوفيقه النجاح في اجتياز هذه المرحلة واتخاذ إجراءات العودة للحياة الطبيعية.

ولقد سعت الحكومة بكل جهد واهتمام إلى تطويق هذا الوباء والعمل على المحافظة على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين بإجراءات احترازية أدت بفضل من الله إلى الحماية الكاملة للمجتمع وللصحة العامة وتخفيف الأضرار إلى الحد الأدنى ويشهد كل منصف على جهود الحكومة وخاصة وزارة الصحة بكافة منتسبيها لإنجاح المنظومة الصحية وعدم انهيارها من الإجراءات التي اتخذها وتبني الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا وقد بلغت نسبة متلقي جرعتي اللقاح من المستحقين ما يزيد على 82 بالمئة من خلال إنشاء 103 موقع لتلقي اللقاحات.

ورغم الظروف الاستثنائية فلم تغفل الحكومة القضية التعليمية حيث استمر التعليم واستكمال عملية التحصيل العلمي لأنبائنا وبناتنا الطلبة واتخذت الحكومة قرارات ضمان جودة التعليم وفق الإجراءات والاحترازات من خلال التعليم عن بعد وعقد الاختبارات الورقية والعودة الآمنة لأبنائنا وبناتنا الطلبة في كافة المراحل التعليمية.

الأخ الرئيس … الأخوة الأعضاء المحترمين

لا يخفى عليكم أن العالم يمر بتحديات اقتصادية نتيجة الآثار المترتبة على الجائحة وتقلبات الأسواق العالمية الأمر الذي يتوجب على السلطتين التعاون باتخاذه خطوات جادة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية لمعالجة الاختلالات الهيكلية التي يعانيها اقتصادنا الوطني وفق برنامج زمني مدروس وعاجل ومن أهم خطواته الحد من مظاهر الهدر وترشيد الانفاق الحكومي وتنويع مصادر الدخل وإعادة النظر في سياسة تسعير الخدمات وسياسة الدعم المالي للسلع والخدمات بما يضمن وصوله إلى مستحقيه الفعليين ودون المساس بأوضاع ذوي الدخل المحدود.

وسعيا لتأمين مقومات الإصلاح الاقتصادي تؤكد الحكومة على ضرورة إعطاء القطاع الخاص دوره الفعال في دفع عجلة التنمية وهو ما يستلزم المزيد من التعاون الواعي البناء بين مجلسكم الموقر والحكومة لوضع أولويات العمل المشترك لإصدار مشروعات القوانين التي تحقق تلك الأهداف الوطنية.

الأخ الرئيس … الأخوة الأعضاء المحترمين

إن توفير الرعاية السكنية لمستحقيها من أهم الأولويات التي تحظى باهتمام الحكومة وعنايتها حرصا على تأمين العيش الكريم والاستقرار للأسرة الكويتية.

وفي خصوص قضايا الأمن .. لا شك أن الأمن يأتي على رأس أولويات العمل الحكومي ففي مجال الأمن الدفاعي تتركز الجهود في المحافظة على استقلال وسلامة وسيادة الوطن وتعزيز القدرات الدفاعية والقتالية للقوات المسلحة وتأمين احتياجاتها من القوى البشرية المؤهلة.

وفي مجال الأمن الداخلي فإن الحكومة ماضية في تجهيز وإعداد رجال الأمن ودعم المؤسسات الأمنية وتطويرها للقيام بمهامها ومسؤولياتها في مواجهة القضايا الأمنية فيما يعزز الاستقرار والطمأنينة وسلامة المجتمع.
وفي خصوص السياسة الخارجية فإن الحكومة تتولى تجسيد التوجيهات التي رسمتها القيادة السياسية العليا والمؤسسات الدستورية كثوابت مبدئية راسخة في سياسة الكويت الخارجية آخذة على عاقتها مسئولية تحقيق أمنها الوطني ورعاية مصالحها العليا وفي ذات الوقت تحقيق الخير والسلام والرخاء لشعوب المنطقة والعالم أجمع.

الأخ الرئيس … الأخوة الأعضاء المحترمين

تؤكد الحكومة على تأمين كافة المقومات التي تضمن تنفيذ مبدأ استقلالية القضاء الشامخ ودعم سلطاته وتحقيق رسالته السامية في انفاذ القانون واحترامه ليبقى الصحن الحصين للعدالة ولوطن يأمن فيه الجميع على أرواحهم وحرياتهم وأموالهم.

كما تؤكد الحكومة مجددا على اتخاذ كافة الإجراءات للقضاء على الفساد بجميع أشكاله المباشرة وغير المباشرة واستئصاله وتجفيف منابعه ولا سيما تأمين متطلبات تعزيز النزاهة والتحول الرقمي وتطوير الأداء الحكومي وإعادة هيكلة الجهاز التنفيذي للدولة وتركيبة القوى العاملة وتطوير تشريعات الخدمة المدنية وإعداد برامج التدريب المناسبة للمستويات الوظيفية المختلفة بما يكفل رفع الكفاءة والقدرة لجميع العاملين بالدولة.

الأخ الرئيس … الأخوة الأعضاء

إن أعباء المسؤولية الجسيمة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا الغالي تقع على عاتق المجلس والحكومة معا حيث أن تحقيق ذلك مسؤولية مشتركة تستوجب تسخير جميع الطاقات والإمكانات وتغليب المصالح العليا وتتضافر كل الجهود لمواكبة التطورات المتسارعة في العالم ومواجهة التحديات والمتغيرات بإقرار منهج إصلاحي شامل ينهي حالة الركود والجمود ويشيع أجواء الأمل والتفاؤل ويطلق مسيرة الوطن الغالي على درب التنمية والازدهار مع التأكيد بأن من أولويات الحكومة قضايا الصحة والتعليم والإسكان وقضايا المرأة والشباب والاستثمار في تنمية عقولهم وطاقاتهم وخلق مسارات مهنية مستدامة لهم ودعم كافة المقترحات التي من شأنها تحقيق الرخاء المجتمعي والتطوير المؤسسي وفق أطر القوانين المنظمة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا السداد والرشاد ويوفقنا جميعا لما في خير الوطن ورفعته في ظل قائد مسيرتها حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى